أتساءل دائما ....أصواتنا التي لاتصل ....أين تذهب ؟ لم تقدمك لي الحياة على طبق من فضة ولاملعقة من ذهب ! لكنها حين أخذتك مني! أخذتك على طبق من فضة وملعقة من ذهب وزغرودة فراق طويلة ! فهكذا هي الحياة ! تمنح بصعوبة بناء .. وتآخذ بسهولة هدم ! لم أخشى الظلام يوما.. إلا وأنا معك ! كان يرعبني ان تختفي في الظلام عني! فتخذلني عيناي في البحث عنك ! بعد فقدانك ! ماعاد يهزني من مصائب الدهر شيئا ! فبعض المصائب تفقدنا مناعة تامة ضد الصدمات ! فنستقبل كل أنواع الانكسارات بتبلد وبرود! وهكذا فعلت بي مصيبة فقدك ! ضآءلت كل المصائب في داخلي ! وتفهت كل أحزان العمر بي ! حقيقة علمتني اياها الحياة ! ان الذين يفرحنا وجودهم لدرجة الطيران ! يرعبنا اختفائهم لدرجة الهبوط ! عندما رأيتك تدير ظهرك للحكاية وتمضي مودعا ! تمنيت ان يظهر لي احدهم من مكان ما يضحك في وجهي ويشير بسبابته الى مكان ما ! ويخبرني مبتهجا انني كنت ضيفة في برنامج ( الكاميرا الخفية ) وتعود لي أنت ضاحكا لتُهدىء من روعي! لكنك مضيت ! والرجل المنتظر لم يظهر أمامي ! ولم يشر لي أحد على مكان الكاميرا ! إذن ...لم يكن فراقك كاميرا خفية ! أُصبت وأنا معك بوسوسة الفراق ! فعند كل غياب لك يداخلني الشعور بأنها النهاية ! وعند كل لقاء بك أُكثر الالتفات حولي بحثا عن وحش الفراق يخيل إلي انه يختبىء في زاوية ما من زوايا المكان ! فوالله .... قد طعنني الفراق بأحبتي حتي أصبت بعقدته ! لم يأخذك البحر مني لكني عشت عمري كله بانتظار ان يعيدك البحر إلي! ولاأعلم لماذا حملت البحر وزر غيابك ! فوقفت على البحر بانتظار سفينتك سنوات طويلة ظهر العمر على وجهي ! وسفينتك لم تظهر ! نختار لأنفسنا من الأحلام الكثير ويختار الله لنا من الأقدار مايناقض الكثير من أحلامنا فتتهاوى الأحلام أمامنا كجدار قديم فقد مقاومته أمام رياح الواقع ! فنستسلم للأحزان بغصة ومرارة ونحرم أنفسنا من الاستمتاع باختيار الله لنا ومع مرور الأيام نسخر من أحلامنا المتساقطة ونشكر الله على اختياره لنا ! فالله يرى مالا نرى ويعلم مالا نعلم ! |