أخبار الطبي. أكدت دراسة حديثة أجريت في جامعتي واشنطن وكاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكيةعلى وجود دليل قهري على أن المُركب بايسفينول أ ( BPA ) المُضاف الى المواد البلاستيكية أثناء تصنيعها يؤثر وبشكل سلبي على الجهاز التناسلي الانثوي ويتسبب بالعديد من الاختلالات الكروموسومية , العيوب الخلقية للأجنة والاجهاض .
يتواجد مركب BPA بشكل رئيسي في العبوات البلاستيكة وخاصة تلك التي تحمل الرقم ( 7 ) داخل رمز اعادة التدوير كما يتواجد في العبوات المصنوعة من الألمنيوم والفواتير النقدية الحرارية وكشفت احصائيات تمت في الولايات المتحدة الأمريكية بين العامين 2003- 2004 أن هذا المركب يتواجد في بول أكثر من 92.6 % من السُكان الذين تزداد اعمارهم عن ستة أعوام .
خضع للدراسة جنس من القرود الهندية ( النسناس ) تعرضوا لمركب BPA أثناء الحمل وثبت تسببه في العديد من الاختلالات المؤثرة في الاجنة وخاصة في أجهزتهم التناسلية اضافة الى زيادة خطر ولادتهم لذرية مُصابة بمتلازمة داون وغيرها من الاضطرابات الخلقية او تسببه بالاجهاض وفي حين أثبتت دراسات سابقة الأثر ذاته للمركب على الديدان والقوارض الا ان القرود تمتلك عدداً من الخصائص المشتركة مع الجهاز التناسلي لانثى الانسان .
تم اعطاء القرود المخبرية أثناء حملها لجرعة واحدة يومياً من مركب BPA أو جرعات منخفضة ومُتعددة لمماثلة نمط تعرّض الانسان للمركب وثبت تسببه في تغيّرات في الخلايا الأولية للبويضات عند الجنين في مرحلة التطور وبقدرة الذرية الناتجة على التزاوج فان البويضات تعجز عن الانقسام بالشكل الصحيح وبالتالي اختلال عدد الكروموسومات في البويضة المُخصبة والمرتبط بالعيوب الخلقية كمتلازمة داون التي تزيد من فرصة الاجهاض كما ثبت أن تعرّض القرود المستمر للمركب يتسبب في عدم قدرة البويضة على الدخول الى الحويصلة ( الجُريب ) داخل المبيض وبالتالي عدم تطورها بالشكل المناسب ونموها مما يعني تناقص عدد البويضات الفاعلة لاخصابها لاحقاً .
يقترن مركب BPA كمادة كيميائية بالعديد من الاضطرابات كفرط السمنة , امراض القلب والأوعية الدموية , السكري , سرطان الثدي وغدة البروستات وغيرها من الاضطرابات العصبية ولذلك أوصت منظمة الغذاء والدواء الامريكية ( FDA ) بضرورة تصنيع العبوات البلاستيكية المُخصصة للأطفال وزجاجات الرضاعة خالية من هذا المركب .