الجميل فى كلمة «كوتا» أنك كلما سمعتها تبادر إلى ذهنك كلمة أخرى شبيهة وقد تكون مرادفة وهى «كوسة».. و«الكوسة» فى بلدنا بالإضافة إلى أنها «بتتحشى وتنطبخ» أضفنا لها معنى جديداً وهو التعبير عن «الواسطة والمحسوبية»!! فعندما يحصل شخص على أى مكاسب أو فرص لا يستحقها على حساب أقرانه الأكفأ منه، يعلو الهتاف الشهير «كوسة.. كوسة»..
فى الفترة الأخيرة بدأ هتاف آخر يعلو من نساء مصر وهو «كوتا.. كوتا»، فى البداية لم أفهم، وظننت أن نساء مصر أصبحن «لدّغ» فى حرف «السين» وأصبحن ينطقنه «تاء»، ولكن بعد ذلك أدركت أن سيدات الحزب الوطنى والمجلس القومى للمرأة يطالبن بتخصيص عدد ثابت من المقاعد فى مجلس الشعب للمرأة «كوتا نسائية»، ولتذهب الديمقراطية وصناديق الانتخاب إلى الجحيم مصحوبة باللعنات!..
أنا أؤيدهن كل التأييد، ولكن من هن السيدات المنتظر تعيينهن فى مجلس الشعب؟ سيدات روتارى وليونز، أم أكاديميات بارزات أم «ستات غلابة من اللى بيبوسوا الأيادى اللى تتمد لهم بالمساعدة حتى لو كانت أيادى إسبانية»؟؟
وهل هناك فرصة لأن نجد فنانات كبيرات بحجم «روبى» و«دينا» عضوات معينات فى مجلس الشعب؟.. ربما تكون الكوسة، عفوًا أقصد الكوتا خليطًا من كل هذه الفئات، وفى النهاية إحنا الكسبانين، خلى المجلس «يطرى» شوية، ونسمع «زغرودة حلوة ترن فى مجلسنا» بعد سلق كل قانون مشبوه ثم إن «نايب» أو «نايبة» مش هتفرق كتير هم كلهم نوايب..
من نايب لنايبة يا قلبى لا تحزن!! لكن لماذا نقر هذه الكوتا للنساء فقط؟ إشمعنى؟ لماذا لا توجد كوتا للفقراء اللى «طافحين» الكوتة، وهذا هو المعنى الوحيد الذى يعرفونه لكلمة كوتا، وهم أيضًا غير ممثلين فى المجلس رغم أن نسبة الفقر فى مصر تخطت ٤٠٪، وبناء عليه أطالب بوجود ٤٠ مقعداً لفقراء لا يتجاوز دخلهم ٧٥٠ جنيهاً شهريًا..
أيضاً لماذا لا توجد كوتا للعاطلين رغم أن نسبتهم ١٥٪ وبناء عليه أطالب بـ ١٥ مقعداً للعاطلين.. أيضًا أطالب بكوتا للطلبة «إزاى يبقى عندنا ١٨ مليون طالب غير ممثلين فى مجلس الشعب»، لذلك أطالب بعدد ١٨ مقعداً للطلبة من جميع الفئات ابتدائى وإعدادى وثانوى وجامعة..
وبالتأكيد سيلومنى البعض ويقولون «ناقص تطالب بكوتا للفاسدين والانتهازيين والمتسلقين والمنافقين»، وأجيبهم.. مستحيل أن أفعل ذلك لأن هؤلاء ممثلون بشكل كبير وفاعل داخل مجلس الشعب!! وقد يتهمنى البعض بأننى إنسان مريض من مجتمع «ذكورى» ومعهم الحق فأنا ابن هذا المجتمع!!..
اللى حظه «دكر» وفقره «دكر» ونحسه «دكر» وفساده «دكر» ويأسه برضه «دكر» فكيف لا أمرض بأمراض المجتمعات الذكورية؟.. اهتفوا معى «عاشت الكوتا حرة مستقلة»!!
أحمد عبدالغنى