كعادتي..أجلس على الدرجات المؤدية الى السطح في مدرستي اقرأ كتابا أهدانيه صديقي ..إنها قصة تتحدث عن شخص حلمه تصميم المجوهرات كحلمي
-أحمد ماذا تفعل؟
-أقرأ الكتاب
-هل أعجبك؟
-بالطبع أنت تفهمني جيدا..شكرا لك
قضيت الوقت برفقة صديقي وهكذا انهيت يومي الدراسي..وعدت إلى البيت لأرى نفس الأحداث تتكرر..
أبي يخاطب أمي
-لقد ذهبت إلى السوق بالأمس فلماذا تذهبين اليوم؟
-وما يضرك؟فأنت غني!!
-بسبب إهمالك هذا فقد... وضعت والدتي أصبعها على شفتيه:لا تقل هذا فـ(أحمد)هنا هذا ما أسمعه كل يوم تقريبا ولم أعرف بقية تلك الكلمة حتى الان ولم أشعرحتى بالفضول نحوها ذهبت إلى إلى غرفتي لأبدل ثيابي و عندما خرجت وجدت والدتي في غرفتها تبكي ووالدي ممسك بالصحيفة ولا يبدو أنه يقرأ شيئاً .. لم يكن والدي غاضبا وإنما مستاء قليلا فهو لايغضب على الأمور التافهة، رجعت إلى غرفتي مرة أخرى وفي الليل .. أمسكت بالهاتف الجوال خاصتي وهاتفت صديقي..
-ياسر دعنا نتقابل في حديقة الحي
-حسن ، سأكون هناك. ذهبت إلى الحديقة لكني لم أجد أحدا ثم أحسست بخطوات تقترب مني في ظلام الليل حيث لم يكن هناك سوى مصباح واحد ينير الشارع .. بدأ الخوف يخالج عروقي وأحسست بجريانه في دمي .. طوق شخص ما يداي من الخلف وكتم صوتي واضعا يده على فمي ثم أدارني نحوه فإذا به صديقي .. لم أضحك من مزحته للخوف الذي شعرت به ولم يفعل هو أيضا .. جلسنا صامتين ولم ننبس ببنت شفة .. كان الهدوء مخيما على المكان ولم أكن أسمع سوى صوت الحشرات و صوت أنفاسي .. فخوفي لم يذهب ونفسي لم تهدأ بعد .. نظرت إلى ياسر، كان ينظر للأسفل لذلك لم أستطع تمييز تعبير وجهه،ثم قمت ودعته وذهبت إلى منزلي وأصبح كل منا يفكر بالاخر .. كلانا من النوع الهادئ ..لكن ياسر كتوم بعكسي أنا، فأنا أقول كل ما يجول بخاطري ولكني أعرف متى يجب علي إمساك لساني .. تناولت فطوري في الصباح وذهبت إلى المدرسة.. -أحمد إلى أين أنت ذاهب؟
-إلى مكاني المعتاد
-هل انتهيت من الرواية؟
-نعم،كانت جيدة .. مد ياسر يده كمن يطلبها..فأخرجتها من حقيبتي وناولته الكتاب،أخذه ووضعه في حقيبته..
-ألم يكن الكتاب هدية؟ -كلا لم أقل ذلك، لقد أعرته لك فقط
-ياسر أنت حقا... قلت ذلك وأنا أضحك من فعلته وضحك هو معي ايضا .. -أحمد!
-هممممم؟
-هل تريدني أن أصطحبك في مكان يساعدك على التصميم بعد المدرسة؟ أجبته أجبت وأنا سعيد : بالطبع
هاتفت والدتي واستأذنت منها.. ثم ذهبنا إلى هناك -ماهذا أنه مجرد محل للحلويات!!
-انظر الحلويات هنا فريدة،إنها تشبه المجوهرات..ألست محقا؟
-بلى!!
دهشت كثيرا وأنا أنظر إليها: إنها حقا تشبه المجوهرات!!
لم يكن ياسر واقفا باتجاه الحلويات بل بالعكس فهذه عادته ان لم يكن ينوي الشراء،أمسكت بيده نظرا لازدحام المكان بالإضافة أنه لم يكن ينظر باتجاهي .. شعرت يده ترتجف -ياسر! ما بال يدك؟
أجاب بقليل من التوتر والتعلثم : ما بالها؟
نظرت إليه بقلق : إنها ترتجف
-أظن أنه من سوء التغذية
ارتسمت فوق رأسي الكثير من علامات الاستفهام : ولم لا تأكل جيدا؟ هل تتبع نظام حمية؟ قلتها وفيّ قليل من الضحك،لم يجِب ياسر علي فأيقنت أنه كذلك..كتمت ضحكتي فليس علي أن أستهزئ بصديقي.. -هيا لا تكن كالفتيات ودعني أشتري لك شيئا .. تناولنا القليل من الحلوى ، لكن يد ياسر مازالت ترتجف و لم تبدو عليه السعادة -ياسر هل تشعر بشعور سيء؟
أجابني دون أن يلتفت إلي : كلا، أحمد! سأسبقك وأعود إلى المنزل،تجول أنت في المكان قليلا
-حسنٌ
تجولت في المكان قليلا وأنا قلق بشأنه ثم عدت إلى البيت ووجدت والدتي بانتظاري على غير العادة
-ماذا تفعلين،أمي؟
-ألم تقل أنك ستذهب مع صديقك؟
-بلى!
-مع أي أصدقائك ذهبت؟
-مع ياسر
-لكنه أتى قبل قليل!
-ماذا؟!
-قال أنه سينتظرك في غرفتك وقال لي ألا أخبرك بأنه انتظرك عندما همّ بالمغادرة
-غريب،قال لي أنه ذاهب إلى البيت أولا... لمَ لم يتصل بي إذا كان هناك أمر قد طرأ؟
استغربت من تصرفه كثيرا ، أصبح غريبا اليوم ، دخلت غرفتي و التساؤلات تنهمر في فكري كالمطر
تقابلنا في اليوم التالي بعد المدرسة
-ياسر!قالت لي والدتي أنك كنت تنتظرني في غرفتي بالأمس!!
تلعثم قليلا وقال : نعم
نظرت نحوه مستفسرا عن فعلته
-فقط اشتقت إليك قليلا
صعقتني إجابته أكثر إنه يتصرف كما لو أن أحدا هدده و أمره بقطع صداقتنا .. لم أشأ استجوابه فحالته النفسية لم تكن تسمح بذلك .. ِشعرت بأنه سيبكي بعد قليل .. أمسكت بيده بقوة وأحسست بالضغط الذي يحمله في صدره وأنا أقف عاجزا عن مساعدته..
-أحمد هناك فتاة تنظر إليك .. استغربت من جملته المفاجئة ، التفت لكني لم أجد أحدا -ليس هناك أحد!!
-لقد ذهبت يبدو أنها خجولة
وبعدها قدمت إلينا تلك الفتاة التي أشار إليها ياسر
-مرحبا اسمي مها، سررت بمعرفتك .. قالت ذلك وهي تمد يدها لتصافحني .. إنها غريبة جدا، جريئة و صريحة و لايبدو أنها تخاف من شيء و تحقق مرادها بأي وسيلة كانت هذا هو الانطباع الأول الذي تركته لدي ... ثم صافحتها بتردد
-كنت أراقبك دائما يبدو أنك تسكن في منطقة _ _ _ _
أصابتني بالرعب قليلا ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلست على مكتبي في غرفتي و بدأت أفكر.. تلك الفتاة مها مخيفة جدا لماذا كانت تراقبني ؟ وماذا يريد شخص مثلها مني.. يبدو أنها أكبر مني قليلا، قررت أن أحذر منها و أبتعد عنها ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذهبت إلى المدرسة و فكري مشغول بها ...
-أحمد بمَ تفكر؟ أجبته بابتسامة : لا شيء،تبدو سعيدا اليوم!
-قليلا
-فقط حدثت بعض الأشياء مع والدتي..
انتهى اليوم الدراسي .. توجهت إلى بوابة الخروج برفقة ياسر .. كدت أن أقع على الأرض من الدهشة رأيت مها تنتظرني وما إن رأتني حتى ابتسمت لي .. قلت لها باسلوب الإستفزاز حتى تبتعد عني : يبدو أنك لاتملكين شيئا لتفعليه حتى تنتظريني أمام مدرستي !!
-طبعا إنها إجازة الجامعة
- كم عمرك؟
-أهذا سؤال توجهه لفتاة؟
خجلت من نفسي و لزمت الصمت
-ما رأيك لو ذهبنا لتناول الايس كريم؟
لم تنتظر إجابتي أمسكتني من معصمي و أخذتني .. جلسنا معا نأكل الايس كريم -أحمد!!
-ماذا هناك؟
-ما هي هواياتك؟
التفت لها : هواياتي ؟
-نعم
- التصميم
كان الجو بيننا رسميا قليلا
-ماذا تصمم؟
-المجوهرات
-وأنت ما هوايتك؟
-لاشيء معين!
أغضبني جوابها، ظهرت من العدم و تحاول معرفة المزيد عني و كذلك ترفض الإفصاح عن أي شيء يتعلق بها .. رسمت علامات عدم الرضا على محياي و لزمت الصمت ... -ما بك؟هل هناك شيء لا يريحك؟
-وهل تظنين أني سأرتاح مع شخص يبدو كالجاسوس؟
-جاسوس؟
-نعم ، فأنت تعرفين مدرستي و عمري وأين أسكن وما هي هوايتي ولكني لا أعرف عنك سوى اسمك
-أنت سريع الملاحظة كما هو متوقع من.... لم تكمل جملتها كمن زل لسانه
-مِن؟
-من أحمد!! حسنا أنا أكبر منك بأربع سنوات وهوايتي هي لعبة تنس الطاولة هل أنت راضٍ الان؟
-هل كنا جيرانا من قبل؟ اعترتها دهشة شديدة من سؤالي المفاجئ : ماذا تقصد؟لماذا تسأل سؤالا كهذا؟ -فقط يظهر عليك حنان الأم أو الأخت الكبيرة تجاهي
تلألأت عيناها من الدموع : لم نكن جيراناً أبدا
وبعد لحظة من الصمت
-بالمناسبة هل أنت وحيد والديك؟ لا أرى اخوة لك يخرجون من المنزل!
-هذا صحيح
-ألا تتمنى أن يكون لك أخ؟
-كلا ، فلدي صديقي إنه بمثابة أخي
-إذا أخت!
-سيكون غريبا قليلا
-يمكنك أن تعتبرني كذلك
وقفت واستأذنت منها: سأتأخر على والدتي
-رافقتك السلامة
ـ-إلى اللقاء __________________________________________________ _____________
استقبلتني والدتي في المنزل
-أحمد لماذا تأخرت؟
-جلست مع بعض الأصدقاء
-أليس ياسر صديقك الوحيد؟
-ياسر صديقي المقرب فقط
دخلت إلى غرفتي ، استلقيت على سريري وأنا أتسائل لِمَ لم أستطع إخبارها الحقيقة؟ فهي لن توبخني وإن لم يعجبها الأمرفستمنعني عنه وحسب!! بعد أن آلمت الأفكار رأسي هاتفت ياسر
-ياسر هل أنت غاضب؟
-ومِمَّ سأغضب؟
-من تركي لك بعد المدرسة
-لا،أبداً كنا سنفترق على أي حال!
-لماذا أنت كئيب؟
-لست كذلك!
-ياسر لقد أصبحت غريبا مؤخرا!
-مالذي أصبحت غريبا بشأنه؟
-هل هناك أمر يضايقك؟
-كلا
-هل هو أمر لاتستطيع البوح به؟
-أظن!! ت
حدثنا بعدها قليلا ثم أنهى ياسر المكالمة... أصبحت أشعر بالحزن وكذلك اليأس لعدم مقدرتي على تخفيف الحزن عن صديقي ، ولكن بما أنه لا يريد مني معرفة مشكلته فأظن أن هذا هو الأفضل ... ارتسمت على شفتي ابتسامة رضا ثم خلدت للنوم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
نهضت من سريري و أنا أمسح عيني: أمي ألن نستعد للذهاب إلى المدرسة؟
-هل تحب المدرسة إلى هذا الحد؟
-ماذا تقصدين؟
-إنها العطلة الأسبوعية!
-امممممم نسيت هذا
بدأ الهاتف بالرنين
-اذهب و اجب على الهاتف
-حاضر..قلتها و النوم يتخلل نبرة صوتي
رفعت السماعة و قبل أن أنطق بكلمة حتى طار النوم من عيني عندما اخترق صوتها أذني كأنها رصاصة انطلقت من بندقية كادت أن تفجر طبلة أذني!!
-أحمد!!
-مها؟ كيف عرفت رقمي؟..لحظة كيف عرفت أني من سيرفع السماعة؟! -كما قلت أنت شديد الملاحظة! أنا عند الباب وأرى والدتك تخرج ويجب أن يكون والدك قد انصرف إلى عمله وبذلك لم يبق سواك في المنزل!
-حسنٌ، أنا آت إليك
أغلقت السماعة..ياله من إزعاج في أول الصباح . بدلت ملابسي وخرجت : مها ! يجب أن أستأذن من والدتي، ولكنها خرجت!
-لماذا وُجدت الهواتف إذن؟
تركتني لأهاتف والدتي وذهبت لإيقاف سيارة أجرة.. تبعتها بعد أن أنهيت الإتصال
-هل سنذهب في سيارة أجرة؟
-إذا هل تملك رخصة قيادة لتقود لنا؟
رسمت على وجهي ملامح البراءة وقلت وأنا أهز رأسي : لا
ابتسمت مها وقالت : إذن؟
ابتسمت أيضا وجلست في السيارة بهدوء .. كان الجو متوترا لأننا كنا نجلس وحدنا في الخلف ولم يتجرأ أحدنا أن ينطق بكلمة إلى أن وصلنا ، لم يكن المكان بعيدا نزلت مها من السيارة قائلة : وصلنا، ما رأيك؟ هل المكان جميل؟
انبهرت عيناي بما رأت ، لم يقع ناظري على حديقة أجمل منها ، كانت تحيطها الأشجار الطويلة وفي الوسط تناثرت أشجار قصيرة ضخمة بطريقة منتظمة وما زادها جمالا أنها لم تكن تحتوي على أزهار إلا من نوع واحد وبلونين اثنين فقط الأصفر و البرتقالي و يجري فيها نهر صناعي طويل .. -ألا يبدو لك المكان مألوفا؟
-كلا ، لم آتي إلى هنا من قبل
ارتسمت على شفتيها ابتسامة خفيفة أحسست منها بأن هذا المكان يعني لها الكثير..
-هل تملكين بعضا من الذكريات هنا؟
-كنت آتي كثيرا مع والدي
-كنت؟
-نعم ، عندما كنت صغيرة
ثم أخذتني إلى ظل واحدة من أضخم الأشجار التي كانت منتشرة في أرجاء الحديقة
-هنا حيث كنا نجلس
-لابد أن هذه الشجرة معمرة، ولكن ألا تشعرين بالحنين؟
-ليس كثيرا!
-ألا يفترض أن يكون كثيرا؟
-هل تعرف شعور الطفل عندما يضيع ثم يجد والديه؟ سيشعر أنها المرة الأولى التي يقابل فيها والديه ولن يحنَّ إلى ما مضى!! استغربت من اختيارها لهذا الوصف تعبيرا عن شعورها لكني لم أطرح المزيد من الأسئلة فقد شعرت بالخجل من نفسي.. كانت تنظر إلي بابتسامة صامتة وكأن ذكرياتها تجسدت داخلي! أصبحت أشعر بالفضول نحو ماضيها.. جلسنا معا لبعض الوقت ثم عدت إلى البيت.. أمسكت بالهاتف و اتصلت بياسر..
-ياسر!
-ما الأمر؟
-أهكذا تجيب على صديقك؟
-فقط استغربت من اتصالك في هذا الوقت المتأخر، اعتقدت أن شيئا قد حدث!
-اهااا
-إذا ماالأمر؟
-فقط اشتقت لك، لم نَر بعضنا بالأمس بعد المدرسة!
سكت ياسر قليلا كأنه تفاجأ مما قلت ثم قال : يالك من مضحك لم يمضِ سوى يوم ونصف اليوم!
-إذا أراك بالمدرسة ولا تنسَ أن تحضر لي كتابا جديدا جيدا
-هل تريد أن تنشغل به عني مرة أخرى؟ حسنا سأحضر لك، أملك واحدا جيدا
-تصبح على خير
-وأنت كذلك
وضعت يدي تحت خدي، وبدأ الوقت الذي قضيته مع مها يمر كالشريط المسجل أمام ناظري والفضول داخلي يزداد نحوها ولم أدرك حتى بدأت أستسلم للنوم . وفي اليوم التالي قابلت ياسر في المدرسة..
-هذا الكتاب، أحضرته لك
-شكرا لك، ماهي قصته؟
-يتحدث عن طفل فقير فقد والديه في سن مبكرة ومغامراته بعد ذلك
-اهااا، يبدو ممتعاً
-هل ستذهب إلى السلالم مجدداً؟
-طبعا فذلك المكان يسمح لخيالي بالإنطلاق وهذا ما أحتاجه عند قراءتي للروايات
-معك حق في هذا، إذا سأكون أنا في السطح فذلك هو المكان الذي يسمح لخيالي بالإنطلاق
-ههههههههههه هل تقلدني..حسن يمكنك الذهاب
-لم أكن أطلب إذنك، فقط كنت أخبرك
ابتسمت له وفي داخلي شعو ربالراحة والاستغراب فقد أصبح يمزح ولم يعد يتصرف بغرابة
وبدأت أتسائل : هل تصرفه الغريب كان بداية لتغير شخصيته؟ وفي النهاية استقر على الشخصية الممتعة كثيرة المزاح؟ دمعت عينيَّ لا إراديا ولكن ما إن بدأت بقراءة القصة حتى تلاشت عني تلك الأفكار فذلك لايهم طالما أخلاقه جيدة وصداقتنا أيضا قوية ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وأنا خارج من البوابة الرئيسية للمدرسة بعد انتهاء الدوام تخلخل صوت نغمة الرسائل في هاتفي أذني<أحمد لن أتمكن من لقائك بعد المدرسة لذا لا تنتظرني وعد إلى المنزل> إنها من ياسر .. لم أبتعد كثيرا حتى رأيته مع مها ، استغربت كثيرا فـ(مها) مريبة حقا، لِمَ لا تخرج معنا سويا؟ لِمَ لا تحدثنا سويا؟ من الواضح أنها تريد تفريقنا .. لكنها لم تذكر عنه شيئا بالأمس كما أنها لم تتحدث عن الصداقة حتى .. تبعتهما بخفية حتى أستوعب ما يجري وأصبحت قريبا بحيث أستطيع سماع حوارهما
-أنا أحذرك! ابتعد عنه بنزاهة قبل أن _ _ _
وقبل أن تكمل حديثها لم أستطع تمالك نفسي حتى ظهرت أمامهما، نظرت إليها و نار الغضب تشتعل في عيني، أمسكت بمعصم ياسر و أخذته بعيدا
-ياسر! ماذا قالت لك؟
-فقط كانت تخبرني أن أبتعد عن تناول المثلجات بما أني بدأت أمرض بالفعل!
-لكنها بدت كما لو أنها تهددك!
-ابتسم ضاحكا مما ظننت : تهددني؟
-فقط شعرت أنها تريد التفريق بيننا
-مها شخص طيب ..
انصرف ياسر بعد أن قال جملته و لم يدعني أكمل حديثي ، ازداد شكي بـ’مها‘ وأصبحت متيقنا من تهديدها ،وإلا فماالذي يدفعه لإخفاء الأمر عني؟ و الأمر الأكثر إقلاقا أن ياسر كتوم ولن يخبرني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ في اليوم التالي كنت خارجا برفقة ياسر من المدرسة وقابلنا مها
-يبدو أنك متفرغة دائما حتى تنتظرينا يوميا! .. كان كلامي فيه نوع من الهجوم
-نعم،أنا كذلك
-ألا تدرسين؟
-انتهيت مبكرا اليوم ..
وأثناء حديثنا العدواني كان ياسر ينظر إلي باستغراب فأنا لم أفعل هذا من قبل .. ذهبنا و تركناها خلفنا لكنها تبعتنا .. كنت أشعر بانزعاج شديد و في حين أن صديقي الذي أُسيئت معاملته لايشعر بأي شيء ثم همس لي : لماذا أنت منزعج هكذا؟
-ألا تزعجك؟
-إطلاقا
-ألم تهددك؟ قلتها بغضب
-قلت لك أنه لم يكن تهديدا .. ندمت كثيرا لقول هذا الكلام فياسر أصبح متوترا بعدما قلت له ذلك، كما أنه أصبح يؤكد شكوكي فلا سبب لتوتره هذا .. كما أن أسلوب كلامها لم يكن يدل على أنها توجه نصيحة -أحمد!
-نعم؟
-سأذهب إلى البيت قبلكما .. وركض مبتعدا عنا
-ياسر! مهلاً..لاتذهب أنا آت معك!
وحينما هممت بالذهاب أمسكت مها بمعصمي:لم أنت هكذا؟
-ما الغريب فيّ؟
-لم تحاول تجنبي؟
-لم أفعل أبداً..
كان بإمكاني إخبارها بعدم راحتي بوجودها لكنها شخصية متمكنة بإمكانها السيطرة على من تخاطبه .. ابتسمت لها لأزيح عنها الشكوك
-هل رأيت مني ما تكره؟
-لم تسألين هذا السؤال؟
-أنا..فقط أظن ذلك
مضت لحظة من الصمت قطعها رنين هاتفي
-أمي!
-أحمد! ياسر ينتظرك في غرفتك وقال لي أن لا أخبرك
-حسنٌ .. وضعت هاتفي و جريت مسرعا إلى منزلي دون أن أحدث مها بأي شيء .. تصرف ياسر غريب، فقد فعل هذا في المرة السابقة أيضا عوض كونه كان معي منذ لحظات إذا لماذا ينتظرني في الغرفة؟ وصلت إلى المنزل، رأيت ياسر خارجا من البوابة الرئيسية وتوسعت عيناه من الصدمة عندما
رآني: أحمد أنت هنا؟!
أحسست من تعابيره أنه لم يكن يود مجيئي
-ألم تكن تنتظرني؟
سحبته من يده إلى الداخل دون أن أسمع جوابه
-ياسر! تصرفت هكذا في المرة الماضية أيضا، لم تفعل ذلك؟
-كنت أنتظرك فقط .. كان عاقدا حاجبيه مديرا رأسه للجهة الأخرى
-ياسر، أنظر إلي أولا .. أدار رأسه ببطء عندها سألته : لقد كنت معي فلماذا ذهبت إلى منزلي لتنتظرني؟ -ظننت أنك ستتركها و تأتي إلى منزلك
-كان عليك أن توجه لي إشارة من أجل هذا!
-أنا اسف
-ولم تتأسف؟ نظرت إليه و أنا مستغرب رغم علامات عدم الرضا على وجهه إلا أنه تأسف لي
-أنا مغادر
-ألم تكن تريد محادثتي؟
-كلا
-إذن لماذا أردت أن نجتمع؟
-ألن تدعني أذهب؟ ، أصبح غاضبا فجأة و خرج من المنزل .. اتصلت بمها فوراً
-مها، قلتهاوأنا متلهف لإجابتها -أفزعتني، ما الأمر؟ يبدو أنه أمر طارئ
-أين أنت؟
-لا أزال في الحديقة ،كان التساؤل يخالج صوتها
-إذن مع السلامة..
أغلقت الهاتف وتوجهت إلى الحديقة فوراً .. اختبئت خلف شجرة ضخمة أراقبها و كما توقعت ظهر ياسر، سألته مها حتى قبل أن تلقي التحية
-ماذا قررت؟ كانت تخاطبه وكأنها أخته الكبرى
-سأغير سكني وعليك أن تساعديني
-بالتأكيد، بالمناسبة هل ودعت أحمد؟
-لم أستطع فعل هذا، سأختفي فقط
صدمت لسماع هذا يبدو أنها كانت تهدده فعلا
ابتسمت مها ثم غادرت، انتظرت قليلا ثم تقدمت نحو ياسر
-ياسر!! لا يمكنك الذهاب!
لم يكن ياسر منتبها لوجودي لذا وقع على الأرض لعدم توقعه قدومي وانا كذلك لم أساعده بالوقوف لهول ما سمعت فياسر صديقي الوحيد..وقف مديراً ظهره لي وذهب.. تبعته وحاولت الحديث معه ومناقشته في الأمر لكنه يستمر بتجاهلي وكأن لا وجود لي .. تعبت كثيرا وأنا أتبعه وأرجوه حتى لا يذهب واستسلمت في النهاية ، جلست في الطريق على الرصيف مذهولا : كيف باستطاعته الإختفاء فقط؟! فكرت بالحديث معه مرة أخرى لكني لا أعرف منزله .. راودني شعور بالخوف فجأة منه.. رغم أنه ينتظرني في غرفتي إلا أني لا أعرف عنوان منزله حتى .. عدت إلى منزلي بعد أن تعبت من التفكير .. ذهبت لمشاهدة التلفاز حتى أصفي ذهني وأكون قادرا على التفكير و التصرف بعقلانية .. بعد أن هدأت نفسي قررت مقابلة مها .. هاتفتها و طلبت مقابلتها
-هل لي أن أعرف ماالذي يحدث مع ياسر؟
استمرت بالنظر إلي بنظراتها المخيفة و لم تقل شيئاً .. وأنا أيضا لم أنطق حتى تحدثت هي
-فقط نصحته بشأن شيء من تصرفاته! ..
استشطت غضبا..حاولت أن أتمالك نفسي
-وهل تعتبرين التهديد نصيحة؟
غضبت هي الأخرى و قالت بأسلوب التحدي: هل تملك دليلا على تهديدي له؟
-إذا ماذا كانت تلك الـ(ارحل بهدوء)؟
-قلت لك أنها كانت نصيحة
-هل طلب منك ذلك؟
-وهل تسدي النصيحة عندما تُطلب منك فقط؟
كل كلمة من كلينا كانت تحمل نوعا من العداء للآخر بقينا نتبادل النظرات القاسية طويلا حتى دمعت عيناها وأخفضت رأسها .. ظلت كذلك قليلا ثم رفعت رأسها : ألا تثق بي؟
-ما من سببٍ يدفعني إلى الوثوق بك أكثر من صديقي
-إذا كان الوضع بهذا الغموض لمَ لا تذهب و تسأل صديقك الذي تثق به كثيراً؟ وغادرت باكية .. استغربت من تصرفها الطفولي .. عدت إلى منزلي ، حاولت الإتصال بياسر مرارا لكن دون جدوى .. استلقيت على سريري فقد كنت متعبا بعدما حصل كما أنني بدأت أشتعل غضبا .. ما مشكلة مها؟ لماذا تفرق بيننا ثم تنصرف و تبكي؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ في اليوم التالي للمدرسة حصلت على عنوان ياسر من أحد الطلاب الذين كانوا يسكنون في نفس حيه ، لكني لم أجرؤ على محادثته في المدرسة .. كل ما استطعت فعله هو مراقبته عن بعد .. كان متوترا لدرجة أنه كان يتفاجأ من كل شيء حتى الحوادث الصغيرة .. مضى اليوم دون أي تطور.
في المساء بينما كنت أحتسي الشاي مع والدتي وقع نظري على أوراق مبعثرة أمامي: أمـــــــــــي!
-هل أنت من رسم هذا ؟
-أجل
لم تكن مهتمة لحماسي فقد كانت تشاهد التلفاز
-من أين نسخته؟
-من مجلة!
ماذا تقصدين بمجلة؟
التفتت إلي مستغربة من سؤالي: المجلة التي تقرؤها دائما تلك الخاصة بالأزياء والمجوهرات
-لكن هذه تصاميمي أنا!!!
-ماذا تقصد؟
ذهبت إلى غرفتي و أحضرت تصاميمي : انظري إنها من السنة الماضية!!
-هذا غريب!
-أين المجلة ؟
-ابحث عنها في غرفتي .. ذهبت مسرعا حتى أني كدت أن أقع .. وجدت المجلة و أمسكت بها بخوف لم أكن أريد أن أرى ما كنت أتوقع .. قلبت صفحاتها حتى وجدت تصاميمي باسمٍ اخر .. دهشت حتى أني لم أقوَ على الوقوف .. جلست في مكاني .. بدأت الدموع تنهمر من عيني .. كيف يعقل هذا؟! -أحمد،ما بك؟
-قضيت ثلاثة أسابيع كي أصمم هذه فقط ، كيف يمكن أن يحدث هذا؟!
-بل هو ممكن!
-ماذا تقصدين؟
-صديقك الذي ينتظر في غرفتك، كما أنك تضع أوراقك على الرف حيث يمكن لأي شخص الحصول عليها!
-لايمكن لياسر أن يفعل هذا
-يجب أن تتأكد ..
لم أتمالك نفسي .. ذهبت إلى منزله مباشرة .. وجدت صعوبة في إيجاد منزله بسسب تضارب الأفكار داخلي و لأن بيته كان صغيرا ضائعا بين البيوت الأخرى و ما إن وجدته حتى قرعت الباب بكل قوتي .. فُتِح الباب بهدوء واستقبلتني امرأة في الأربعينات من عمرها هي أمه و كانت تبدو أكبر من عمرها بكثير .. تلاشى الغضب مني عندما رأيتها .. كانت امرأة بوجه مشرق تبعث على الأمل و السرور .. ابتسمت لها و سألتها عن ياسر.. أخذتني للداخل و طلبت مني انتظاره و أخبرتني أنه خرج قليلا وسيعود قريبا .. لم أضطر لانتطاره أكثر من ثلاث دقائق .. دخل ياسر يحمل بيده كيسا لم أستطع تمييز ما بداخله لكن بدا أنه تسوق قليلا .. سقط من يده كل ما كان يحمل عندما رآني ..
دُهِشت والدته ثم قالت: ما بك يا ياسر؟
-لا شئ ،فقط تفاجئت قليلا ..
أجينه بتهجم : ما الذي فاجأك؟
-لم تكن تعرف عنواني
ثم أخذ والدته إلى الغرفة وعاد إلي .. جلس مقابلي بكل هدوء لكنه لم يبتسم و كانت عيناه ترمش كثيرا.. بعد برهة ابتسم لي وقال: ما الذي أحضرك؟
-ماالذي أحضرني؟ بل أنت ما الذي يجعلك ترفض صداقتي؟ هل هو بسبب الخيانة؟
-خيانة؟
أخرجت من جيبي تصاميمي تلك و رميتها أمامه بكل غضب: كنت تنسخها أليس كذلك؟
سكت قليلا و أبعد نظره عن نظري للحظة ثم عاد و نظر إلي و عينه امتلأت بالدموع و أجابني بكل تمرد : نعم، لقد فعلت ذلك! تستطيع الإنصراف الآن! ..
لم أستطع تمالك أعصابي ، أدرت وجهي للجهة الأخرى حتى أهدئ أعصابي .. لاحظت والدته تقف عند الباب بصمت وقد استمعت إلينا لكن لم تكن تعابيرها توحي بأي شيء و عندما رأتني أنظر إليها انصرفت .. التفت نحو ياسر و صفعته على وجهه وعدت أنا إلى منزلي أبكي .. لم أكن أبالي إذا كان ياسر قد نسخ تصاميمي كل ما كنت أريده أن يظهر بعض الندم لكنه لم يفعل .. و فوق هذا أثار حفيظتي بأسلوبه .. كانت والدتي تراقبني من غرفتها لكنها لم تقل شيئاً .. بعد أن هدأتُ قليلا رأيتها تنظر لي و تبتسم حتى جعلتني أبتسم معها .. أتت إلي وجلست بجانبي : هل خاب أملك؟
-كثيراً، أمي .. أود أن أخبرك شيئاً
-ماالأمر؟
-هناك فتاة تزعجني!
-تزعجك؟
-نعم، لا أدري ماالذي يجعلها تطلب صداقتي إنها أكبر مني
-وما الغريب في الأمر؟
-أصبح ياسر يتصرف بغرابة بعد مقابلتها، قد تكون هي من أجبرته على سرقة تصاميمي -ولماذا هي بالذات؟
-لأني رأيتها تهدده و عندما سألتها عن ذلك قالت أنها كانت تحذره من تناول المثلجات حتى لا يمرض! ابتسمت والدتي ضاحكة على ما قلت: هل هذا كل ما تستطيع التفكير به؟
-نعم، ماذا يمكن أن يكون غير ذلك؟
-حاول أن تفكر بشكل إيجابي
-أمي إنها مخيفة، أنت تقولين ذلك لأنك لم تريها، هل ترغبين بقابلتها؟
-إذا أمكن، لكن ماذا ستفعل بشأن ياسر؟
-سأزوره مجدداً
-ألم تكرهه بعد ما فعل؟
-كلا، فأنا لا أعلم بالضبط ماالذي حدث، يجب أن يكون هناك مبرر لفعله حتى وأن كان غير منطقي! -ماالذي تقصده بغير منطقي؟
-أقصد أن يكون غير كافٍ لجعله يفعل ما فعل ..
ابتسمت والدتي مرة أخرى ضاحكة على حديثي ثم قالت: لا تفعل شيئاً دون مشورتي
-حسناً ..
توجهت إلى غرفتي أفكر ماالذي يجب علي فعله .. هاتفت مها لعلي أتوصل إلى شيء وأستطيع أيضا تقديمها لوالدتي -مها، هل أنت مشغولة؟
-ليس تماما
-هل أستطيع التحدث؟
-تفضل
-هل تعرفين عنوان سكن ياسر؟
-لماذا؟
-فقط أريد الذهاب إليه
-ألا تعرف عنوان أقرب الأصدقاء إليك؟
-لم يخبرني به قط
-حسنا، أنا لا أعرفه
-ألست تسكنين في نفس حيه؟
-لا أعتقد هذا
-أين تسكنين إذا؟
-أنت مخيف
-هه؟ لماذا مخيف؟
-ما الذي تريده مني؟
-أردت تقديمك لوالدتي
-هل طلبَت منك ذلك؟
-كلا، أنا من اقترح عليها ذلك
-هل تملك صورة لي؟
-كلا
- ألم تلتقط لي صورة في هاتفك؟ -لم أفعل، ولكن هل تعرفين والدتي؟
-كيف لي ذلك؟
-إذا هل أستطيع تقديمك لها؟
-لا،لا تستطيع -ولم لا؟
-لا أريد
-هذا ما يجعلني مصرا
-لن أفعل، سأغلق
بدا عليها الإنزعاج كثيرا ما جعلني أدرك أنها على معرفة بوالدتي وإلا ما ذكرت أمر الصورة .. التقيت بها بعد المدرسة ابتسمت لها وتوجهنا إلى الحديقة التي نذهب إليها دائما
-مها!
-نعم
-تملكين مرآة؟
ردت باستغراب :بالطبع
أخرجت المرآة من حقيبتها وأعطتني إياها
التفت للجهة الأخرى بحيث أصبحت هي خلفي ، أخرجت هاتفي الجوال والتقطت صورة لها من المرآة -هل تصور نفسك باستخدام المرآة؟
وما ان ابتسمتُ لها حتى عرفَت أني صورتها وقبل أن أتنظر أي رد منها عدت إلى منزلي راكضاً وأريت الصورة لوالدتي: أمي هذه مها
خطفت أمي الجوال مني: هل هذه هي؟
قلت باسغراب : نعم!
-ألا تبدو مألوفة لك قليلاً؟
-أبدا
-اطبع لي هذه الصورة
-ولماذا تريدين طبعها؟
-إنها شخص مهم بالنسبة لي، ما اسمها بالكامل؟
-لا أعلم
-يجب أن تسألها عن ذلك، وأيضا لا تقدم على شيء دون مشورتي -حسنا..قلت ذلك وأنا محبط قليلا..
دخلت إلى غرفتي وبدأت أسترجع الأحداث..كنت متأكداً أن مها لم تختر صداقتنا عشوائيا وإنما تملك هدفا خلف كل هذا وبعد ظهورها أصبح ياسر يتصرف بغرابة .. خرجت من غرفتي فجأة وذهبت لوالدتي &#92;: أمي! هل رأيت ياسر من قبل؟
-كلا، لم السؤال؟
-لأن ياسر بدأ يتصرف بغرابة بعدما تعرفنا عليها لذلك اعتقدت أن بينهما علاقة..
نظرت إلي والدتي بنظرة غريبة لم أفهم قصدها .. خرجت من المنزل قاصدا الحديقة حتى أسترخي.. جلست على أحد الكراسي الممتدة حول أطرافها وأصبح نظري يجول بين الأطفال الذين ملئوا الأجواء باللعب والمرح حتى أحسست أني ألعب معهم .. جلس إلى جانبي طالب في مثل سني وقال لي: يبدو أن هناك ما يثقل كاهلك! .. استغربت منه ، بالرغم من أني كنت مبتسما إلا أنه استطاع معرفة ما أشعر به..ابتسمت ولكني لم أقل شيئا
-يمكنك أن تخبرني فنحن لا نعرف بعضنا .. نظرت إليه.. بدا كشخص وحيد يحتاج إلى من يتكلم معه ولكني لم أكن أملك الشجاعة لأخرج ما في داخلي لشخص لا أعرفه! واكتفيت بالابتسامة: هل أنت وحيد؟ -شبه وحيد!
-ماذا تقصد؟
-لا أعيش وحيدا
-لكنك تشعر بالوحدة!
-هذا صحيح
استأذنت منه وانصرفت.. لم أشأ إطالة المحادثة أكثر و عدت إلى المنزل .. استقبلتني والدتي: أين ذهبت لهذه المدة القصيرة؟
-ذهبت لأصفي ذهني..
دخلت إلى غرفتي واتصلت بـ(مها)
-مها! هل تريدين مقابلة والدتي؟
-بما أنها رأت الصورة فبالتأكيد، هل تستطيع فعل ذلك اليوم؟
-اليوم؟!ولم العجلة؟
-فقط أنا متحمسة قليلا
-ألم تكوني تتجنبينها من قبل؟
-بما أنك أريتها صورتي فلا بأس
-هل أزعجك هذا؟
-كلا ، لقد أحسنت الصنع ..
اتصلت بوالدتي وأخبرتها أني سأحضر مها معي .. وصلنا إلى المنزل .. كانت متوترة لدرجة أن أصابعها كانت ترتجف .. نظرت إليها دون أن أنطق بشيء .. فتحت باب المنزل ودخلنا .. كانت والدتي جالسة بانتظارنا .. تلاقت نظراتهما .. أحسست أن الوقت قد تجمد .. لم يظهرا أي ردة فعل سوى أنهما انصدمتا .. تقدمت لها والدتي بخطوتين ثقيلتين وبالمقابل رجعت هي للخلف خطوتين .. وبعد لحظة من الصمت والتأمل تقدمت مها وعانقت والدتي .. وأصبحت الدموع تنحدر من عينيهما .. لا أدري لم كنت فرحا من رؤيتهما هكذا بالرغم من أني لم أكن أعلم بالعلاقة التي تربطهما
-مها ، أين كنت طيلة هذه السنين؟
-عندما تهت في ذلك الوقت أصبحت أبكي وأركض واتجهت لرجل وأخبرته أني ضعت عن والدي .. أخذني معه وقال أنه سيأخذني إلى مركز الشرطة لكنه اختطفني نمت في السيارة لطول الطريق وعندما استيقظت وجدت نفسي في منزله ، لقد كان مكانا قذرا
-لماذا أنا هنا؟
-لقد أخبرني رجال الشرطة أن آخذك لمنزلي .. صدقته وخرجت إلى الفناء كان طراز منزله قديما وكانت هناك نافذة بجانب الباب الرئيسي للبيت .. فتحتها فوجدت أن البيت يطل على زقاق ضيق لا يكفي أن تمر به إلا سيارة واحدة كما كان يوجد عشب نابت على الجوانب البيوت نتيجة جراء تجمع مياه الأمطار والمجاري .. دخلت للداخل وأنا مطمئنة .. فقد كان منظر الرجل يوحي بالأمان والصدق .. لم أشعر بالوقت غي بيته رغم أني قضيت فيه خمس ليالٍ تقريباً .. كان يلاعبني طيلة الوقت ويوفر لي كل ما أطلبه منه كما أنه صحبني معه للتسوق .. وبينما كنت ألعب في أرجاء تلك القرية صعدت على برج عالٍ نوعا ما وبدأت أنظر حولي .. اكتشفت أني على جزيرة وعندها عرفت أني مخطوفة .. تسللت للخارج تلك الليلة وتوجهت إلى الميناء .. وجدت قاربا متوقفا كان على وشك الذهاب وركبت به دون أن يشعر أحد ..ثم نزلت عندما أحسست أنه قد توقف .. نظرت حولي بخوف وكنت أرتجف من البرد .. كان المكان مخيفا وهادئا لم أكن أسمع سوى صوت حشرات الليل .. رأيت أضواء من بعيد فاتجهت لها .. كانت محطة محروقات صغيرة .. لم يكن هناك أحد ولكنني وجدت بدل القارب شاحنة وركبت فيها أيضا وعندما نزلت وقفت عند بيت صغير كان في الحقيقة ملجأً .. دخلت هناك ونشأت فيه وعندما وصلت إلى هذا العمر جئت إلى هنا كي أبحث عن عائلتي .. انهمرت دموع والدتي بينما اتسعت حدقة عيني .. لا أصدق أن لي أختا وأنا لا أعلم حتى الآن .. خرجت إلى الباحة ، وجدت أبي عائدا من العمل
-أبي
-استقبل ندائي بابتسامة لطيفة شجعتني على سؤاله
-أبي! هل أملك أختا أكبر مني؟
استغرب والدي من معرفتي للأمر
-يبدو أن أمي وجدتها !
أتجه نحوي مسرعا: ماذا تقول؟
-يبدو أن أمي وجدت أختي مها!
-هل هذا صحيح؟
-نعم إنها في الداخل .. دخل أبي مسرعا وتمعن بها قليلا حتى أيقن أنها هي ثم عانقها .. أحسست بالغيرة الشديدة فقد عشت كل هذه السنين وأنا موقن بأني وحيد أمي وأبي وكل اهتمامهما ينصب نحوي فلماذا علي أن أشاركها هذا الآن؟ .. خرجت من البيت وأنا لم أتقبل الأمر بعد ولا أريد ذلك أيضا .. توجهت إلى الحديقة التي أذهب إليها دائما وأنا أفكر كيف يمكنني معها؟ إضافة إلى ما فعلته معي ومع ياسر .. حاولت أن أتمالك نفسي لكن دموعي نزلت لا شعوريا من عيني .. مسحتها بغضب وبقوة .. جلست قليلا حتى هدأت نفسي .. عدت إلى المنزل فوجدت ثلاثتهم جالسين معا في غرفة الجلوس ومها تخبرهم بقصتها .. وقفت متأملاً :لو لم يكونوا عائلتي لكان الأمر رائعا ومؤثرا .. توجهت إلى غرفتي والمنظر قد حُفِر في ذهني .. رميت بنفسي على السرير واستلقيت على بطني .. وبينما أنا أغوص في بحر أفكاري تخيلت أني اختطفت ثم رجعت إلى عائلتي بالتأكيد لن يسرني أن ترفضني أختي بل سيكون جارحا أيضا ومع ذلك لست قادرٌ على التعاطف معها أو تقبلها .. نهضت من السرير وذهبت إلى غرفة الجلوس فلم أجدهم .. وقفت أفكر إلى أين يمكن أن يذهبوا .. بعد برهة سمعت أصواتهم يبدو أنهم كانوا يُفَرِّجونها على المنزل .. تقدمت إلى والدتي وسألت : أين ستكون غرفتها؟
-تلك الغرفة المقفلة خصصتها لها ووضعت أغراضها فيها عند انتقالنا من البيت القديم، سنؤثثها من جديد
-هكذا إذا .. ثم ابتسمت وقلت: أنا ذاهب قليلا
-إلى أين؟
-لرؤية ياسر
-اِلتفتت إلي مها : هل تريدني أن آتي به إلى هنا؟ سيكون ذلك أفضل
-بالطبع أيتها المتسلطة، اذهبي وأحضريه .. قلت ذلك وفي نبرتي الاندفاع والعداء ثم خرجت مها حتى تحضره .. نظرت إلي والدتي بغضب وقطبت جبينها لكنها لم تقل شيئا فقد كانت تعلم أن تقبل وجود أخت ٍ ظهرت من العدم ليس بالأمر الهين .. جلست أنتظرهما بالصالة .. لم أتوقع أنها ستأتي به فعلا لكنها أحضرته معها بعد ساعة من مغادرتها .. اعتلت الدهشة وجه ياسر عندما شاهدني ، يبدو أنها لم تخبره بأني من أراد رؤيته .. صحبته معي إلى غرفة الجلوس وقدمت له العصير .. ظل يشرب ببطء دون أن يتكلم
-ياسر! ألن تحييني؟ .. نظر إلي وابتسم ابتسامة خفيفة ثم أخفض رأسه ولم يقل شيئاً .. اقتربت منه وأمسكت يده : ياسر! أنا لم أطلب مقابلتك حتى أوبخك أو ألقي عليك محاضرة ، رجاء لا تكن هكذا .. نظر إلي بخوف وابتسم وهو متوتر: ما الذي تريده إذا؟
-هل يجب أن يكون هناك ما أريده من صديقي حين أدعوه؟
-كلا -تنهدت بيأس وقدمت له بعض الحلوى ولم يتكلم أحدنا حتى هم بالمغادرة .. ابتسمت له كي أطمئنه أني مازلت صديقه : أراك غدا بالمدرسة __________________________________________________ ____________ مضى اليوم كله وأنا أفكر كيف أعيد الصداقة بيننا حتى أني نسيت أمر مها ثم نمت وأنا على هذه الحال .. كنت متشوقا في الصباح لرؤية ياسر حتى قابلته بالمدرسة .. رأيته من بعيد: ياسر!
اقتربت منه: أنت هنا ؟
-نعم ، كيف حالك؟ .. فرحت كثيرا لسؤاله ، يبدو أنه عاد طبيعيا: أنا بخير
-أحمد! .. تحولت نبرته إلى نبرة جادة فجأة .. نظرت إليه بتساؤل: ماذا هناك؟
-بالنسبة للتصاميم _ _ _
وقبل أن يمكل كلامه قاطعته: لاعليك ، يجب أن أكون ممتنا لأنك أظهرت تصاميمي للعالم ..
سكت ولم يقل شيئا .. بالرغم من أن ما فعله أثر بي كثيرا وجرحني إلا أني لم أرد أن يؤثر هذا على صداقتنا فأنا لا أعرف صديقا غيره .. أمسكت يده وأخذته للسلالم المؤدية للسطح وأجلسته بجانبي: ألن تعطيني أي كتاب لأقرؤه؟
-كنت أخطط للذهاب إلى المكتبة اليوم!، دعنا نذهب معاً .. ابتسمت له وأظهرت له موافقتي ..لم تفارقني ابتسامتي ذلك اليوم فقد كنت أتطلع للذهاب إلى المكتبه معه .. عدت إلى المنزل .. فاختفت ابتسامتي فورا عندما رأيت مها تتصفح مجلتي حتى قبل أن أراها أنا
ناديتها وأنا أصرخ: مها!
-نعم؟ ، اوه ، وصلت؟
-لا يجدر بك تصفح مجلات الآخرين قبل أن تستأذني! أليس كذلك ؟ ..
قلت ذلك وأنا ابتسم ساخراً وأحاول أن أكتم نار الغضب بداخلي .. ابتسمت وتركت المجلة .. اقتربت وجلست بجانبها: والآن بما أنك أختي المبجلة ما رأيك أن تخبريني بالذي هددت به ياسر؟
-قلت له أن يتوقف عن سرقة تصاميمك واعتذاراً لما فعله يختفي من حياتك .. انصدمت حين سمعت ما قالت وأصبحت الكثير من الأسئلة تدور في ذهني أولا: كيف عرفت أن ياسر كان يسرق تصاميمي؟ وقبل ذلك كيف عرفت أني كنت أصمم؟ ثالثاً لماذا لم تخبرني مباشرة؟ كان أسهل لها في التفريق بيننا -ياسر...
التفتّ إليها وأنا لا أزال في صدمة مما سمعته
-هل سامحته؟
-بالرغم من أني لم أعرض عنه ولم أرفض التحدث إليه إلا أني لم أسامحه
-ألا تريد ذلك؟
عقدت حاجبيّ : ماذا تقصدين؟
-عليك أن تعرف دافعه حتى تستطيع مسامحته!
-وهل تعرفينه أنت؟
-بالطبع فأنا أعرف أحواله كما تعرف أنت شخصيته واهتماماته
-أحواله؟هل كان محتاجا للمال؟
-ربما ..
شعرت أني قصرت في حقه كثيرا عندما لم أعرف ذلك عنه .. لم أفكر أبدا أنه سيكون بحاجة للمال -كان عليه أن يطلب مني، هل كنت سأرفض؟
-الخطأ خطؤك!
نظرت إليها بدهشة : ولم يكون ما حدث خطئي؟
-لأنك لم تعرف أنه كان محتاجا للمال ، لو أنك كنت تعرف كان من المحتمل أن يطلب منك .. ندمت كثيرا لظني بأني لو عرفت شخصيته وما يحب ويكره فقط فإني بذلك سأكون قريبا منه .. قررت أن أزوره مرة على الأقل وأقدم والدتي لوالدته .. ذهبت إلى غرفتي واستلقيت على السرير و أنا أفكر كيف أعرض عليه ويجب علي أن أخبره أيضا عن كون هذه المزعجة أختي الكبرى .. وأخيرا استسلمت للنوم وأنا متحمس لذلك __________________________________________________ ______
-ياسر، استيقظ إنه وقت المدرسة
استيقظت من فوري عندما سمعت أمي تنطق باسم (مدرسة) والتي سرعان ما يتبادر إلى ذهني بعدها اسم صديقي ( ياسر) .. غسلت وجهي وبدلت ملابسي وخرجت لأتناول الفطور .. كانت مها تجلس على الطاولة وتتناول فطورها بكل هدوء: تبدو متحمسا جدا!
-بالتأكيد لأني لن أراك بضع ساعات! .. اختفت ابتسامتها بعدما سمعتني ..
نظرت إليها مستغربا: ما الذي دهاك؟
-وهل سيبقى المرء فرحا إن سمع كلاما كهذا من أخيه الأصغر؟
-لقد كنت أمزح فقط ..
عدت إلى غرفتي وبدأت أفكر .. في الواقع لم أكن أمزح حينما قلت لها ذلك فأنا حقا لا أحب رؤيتها ، لكني مضطر للثناء على براعتها في التحكم بمشاعر من حولها .. لقد جعلتني أشعر بالتعاطف نحوها ولن تلبث حتى تجعلني أحبها وأتقبلها .. خرجت من الغرفة مبتسما .. قابلت ياسر والابتسامة لا تفارقني -هل حدث شيء جيد؟
-كلا
-لم أنت سعيد هكذا؟
-سيحدث شيء جميل!
-لك؟
-لنا جميعا
-متى سيحدث؟
-متى ما أردتَه
-هيا! أنت تحمسني
-انتظر حتى وقت الاستراحة __________________________________________________ _____________ أخبرته بذلك في الاسترحة ووافق عليه .. حرصت أن أعرف عنه المزيد وألا أهمل أي شيء وبالطبع لم أنسَ من أرشدني إلى نقاط الخلل داخلي وحرصت أيضا على معاملتها باحترام .




وفي النهاية انتقاداتكم تهمني لتحسين مستواي .. أتمنى تعجبكم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]