في ميادين الخطوب قادة عظماء يشار إليهم بالبنان , لأنهم قادوا معاركهم ببسالة وحكمة ومهارة فحازوا النصر واعتلوا الشهرة , بيد أن هناك قائد عظيم وشجاع حكيم ومحنك خبير يقود معركة عظيمة ضد الجهل والتخلف وضد الضياع والتفلت , إنه قائد الميدان التربوي الذي جند نفسه ليشع نور العلم في آفاق المعمورة , يقود معركته ببسالة وكفاءة سلاحه الإيمان بالله , إنه المعلم الذي يحقق الانتصار تلو الانتصار وغايته بناء الأجيال بناء سليما ثابتا ليكون بناء في أمته مقاوما لتيارات الهدم والخراب .
إنه الشمس المضيئة التي تنير الطريق أمام السالكين وهو بشهامته ناصح أمين وصديق حميم , إنه المربي الخبير الذي يقود الناشئة إلى سلالم المجد ويوجههم لكل نافع مفيد وخلق مجيد , إنه الموجه للسلوك السوي والمرشد في رحلة الأبناء لعالم المعرفة .
إن المعلم أب حنون في تعامله مع طلابه فهو يعطيهم من معينه الصافي خير عطاء , وهل هناك خير من العلم والأدب أن يكون عطاء ؟ , فنجده حريصا كل الحرص على هذا العطاء , وتكون سعادته بالغة حين يجد أبناءه الطلاب وقد ارتقوا المجد واعتلوا مناصب مرموقة لخدمة دينهم ووطنهم , وإننا نجد المعلم وقد طال فضله كل فرد في المجتمع ففي كل مهنة كريمة نجد له بصمة كريمة وأثر خالد .
إن المعلم الأمين يؤدي رسالة شريفة غايتها تغذية العقول بكل علم نافع وتهذيب النفوس بكل خلق رفيع فيجمع في رسالته بين العلم والأدب ويخلص في أدائها فقد تعهد في قرارة نفسه أن يكون مخلصا في الأداء مقيما للبناء ساعيا للنماء محققا أمل الآباء في النهوض بالأبناء .
إن المعلم طبيب يعالج العقول من آفات الجهل والتخلف , ويعالج النفوس من سوئها والتعجرف , وما أفتكه من وباء حين يصيب العقل ويجثو على النفس , ولكن المعلم بثقته في الله ثم ببراعته وإرادته يعالج هذا الوباء لتنجو البشرية من ظلام الجهل وسفاهة النفس ويسود نور العلم ونقاء النفس وهذا علاج شاملا جامع للمجتمع .
إن نجاح عملية التربية والتعليم يعني نجاح الحضارة ومواصلة التطور والتقدم , وأهم أسس نجاح عملية التربية والتعليم هو المعلم مما يعني أن المعلم هو أساس نجاح الحضارة ومواصلة التطور والتقدم .
إن المعلم يبذل جهدا كبيرا ويعاني مشقة بالغة في يومه الدراسي وهو يتنقل بين الفصول ويتعامل مع مختلف النفوس والعقول , فجدير بالمجتمع أن يمنح هذا الإنسان المعطاء كل التقدير والاحترام ويوليه العناية والاهتمام .
أيها المعلم لو لم يكن لك في هذه الدنيا إلا أنك معلم فقد نلت غاية الشرف , فسر في ركب الخير فأنت منبع للخير وأعلم أنك سراج المجتمع فكن متوهجا دوما , وأنت كذلك إن شاء الله .
بقلم / أبو ياسر الحكمي