بسم الله الرحمن الرحيم[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]........مـن يريـد الحيـاة مــن جـديـد ؟..؟؟؟؟؟؟؟؟( المقال الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )( المقال الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد ) لو عادت الأيام أدراجها فلن يكون زيد هو زيد ولن يكون عمرو هو عمرو .. فالماضي جرت الأحداث فيه تحت رحمة الغيب .. وجرت المقادير في ساحاته كما هو مسطر في الأزل .. والآن وقد علمت الأنفس مواضع العثرات .. وعلمت مواضع الخيرات .. ولو خيرت الناس أن تبدأ خطواتها مرة أخرى من البداية وقد علمت الماضي .. لاجتهدت كيف تتفادى مدافن الألغام .. وتبتعد عن مواقع الآلام .. وتنحاز لمواقع الأفراح هاربةً من مواقع الأتراح .. ويندر من يتراجع واضعاً خطواته في نفس آثار الماضي .. وتلك خيارات لو حدثت لأوجدت الكثير من الأسرار .. فقد لا تكون الصاحبة هي نفس الصاحبة .. وقد لا يكون الولد هو نفس الولد .. وقد لا يكون الصديق هو نفس الصديق .. وقد لا يكون الطريق هو نفس الطريق .. وقد لا يكون المصير هو نفس المصير .. فالإنسان جدل عجيب .. يريد الحياة بوتيرة يظنها هي الأمثل بغير الأضداد .. حلوات بغير مرارات .. نزوات وشهوات بغير موانع وكابحات .. يريد أن يضحك على طول المدى ولا يريد أن يبكي ولو للحظات .. ويريد أن تكون للنفس مطاياها بغير حد أو منع أو زجر .. تتناول الطيبات دون أن تدرك أن هناك غير الطيبات .. ولو حدث ذلك لفقدت الحياة الكثير من معانيها ومميزاتها .. ولحكمة يعلمها الله جعل خطوات الإنسان في الحياة في كف المقادير .. وهي موازنة عجيبة حيث يتوقع الإنسان في مسار الحياة الخير والشر .. ويتوقع الأفراح والأتراح .. الضحك والبكاء .. الغنى والفقر .. العافية والسقم .. العطاء والمنع .. فكان لا بد أن يجتهد في الحياة ويتحرى الصواب .. ويتجنب مواطن الشقاء .. وفي ذلك هو قد يصيب وقد يخطأ .. مما يستوجب أن يبذل في مواقع الخير الحمد للخالق .. وفي مواقع الشر أن يبذل الصبر ويحتسب .. ورب ضارة نافعة .. ورب نافعة ضارة .. وهو الإنسان لم يعطى من العلم إلا قليلاً .. ولو ملك الإنسان الخيار في كفه لكان الخلط في معاييره .. وما يظنه خيراَ قد يكون شراَ .. وما يظنه شراَ قد يكون خيراَ .. ومن الأدعية المأثورة ( ربي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ) .
...........والجدل قائم بين الناس منذ القدم .. فمنهم من يشتكي ويلعن حظه في الحياة .. فذلك جاحد يريد أن يمتطي حصان الهوى وينطلق كيف يشاء .. ولو نال ذلك الخيار لأشتكى أِيضاً من الملل بعد حين .. ولطالب بجديد وبديل يظنه الأفضل وهو قد يكون الأدنى .. ويستبدل الطيب المتاح بالتي هي أدنى من مبذولات الأرض من فومها وبصلها وعدسها .. ومنهم من ينكر النعمة وهو في نعمة .. واللبيب والكيس هو من يأخذ الحياة كيف كانت بموجباتها ومستحقاتها .. دون أن يشتكي من معطيات الأقدار .. والقناعة كنز لا يفنى .
( المقال الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد