قصص الذين أساءوا إلى النبي ونهايتهم المأساوية


قال تعالى : (( وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ )) الأنبياء - 41

قال تعالى : (( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) التوبة - 61

قال تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا )) الأحزاب - 57

قال تعالى : (( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ )) الزمر - 36

قال تعالى : (( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ )) الحجر - 95

قال تعالى : (( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ )) البقرة - 137

قال تعالى : (( إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ )) التوبة - 40

قال تعالى : (( إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ )) الكوثر - 3

قال تعالى : (( مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ )) الحج - 15


يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( ومن سُنَّة الله أن من لم يُمكِن المؤمنين أن يعذبوه من الذين يؤذون الله ورسوله فإن الله سبحانه ينتقم منه لرسوله ويكفيه إياه ) .


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


قصص الذين أساءوا للرسول وكيف كانت نهايتهم المأساوية


1- قصة الشيخ محمد شاكر مع خطيب الجمعة الذي استهزأ برسول الله :

ذكر الشيخ أحمد شاكر أن والده الشيخ محمد شاكر وكيل الأزهر سابقاً كَفَّرَ أحد خطباء مصر، وكان فصيحاً متكلماً مقتدراً، وأراد هذا الخطيب أن يمدح أحد أمراء مصر عندما أكرم طه حسين، فقال في خطبته: "جاءه الأعمى فما عبس بوجهه وما تولى!" -وهو يريد بذلك التعريض برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , حيث أن القرآن ذكر قصته مع الأعمى فقال تعالى: ( عَبَسَ وَتَوَلَّى . أَن جَاءهُ الأَعْمَى ) سورة عبس:1-2.

فبعد الخطبة أعلن الشيخ محمد شاكر للناس بأن : صلاتهم باطلة ، وأمرهم أن يعيدوا صلاتهم لأن الخطيب كفر بهذه الكلمة التي تعتبر شتم لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، تعريضاً لا تصريحاً.

هذا ولم يكن الشيخ محمد شاكر رحمه الله ممن يطلقون الأحكام جزافاً، ولم يكن يفعل ذلك لمطلب دنيوي أو لمرضاة ذي سلطان ، إذ لم تكن حالة الأزهر في زمانه مثل ما هي عليه في زماننا هذا.


عاقبة هذا المجرم :

ولكن الله لم يدع لهذا المجرم جرمه في الدنيا قبل أن يجزيه جزاءه في الآخرة.

قال الشيخ أحمد شاكر: ولكن الله لم يدعْ لهذا المجرم جرمه في الدنيا، قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى ، فأقسمُ بالله لقد رأيته - بعيني رأسي ، بعد بضع سنين ، وبعد أن كان عالياً منتفخاً ، مستعزّاً بمَن لاذ بهم من العظماء والكبراء - رأيته مهيناً ذليلاً ، خادماً على باب مسجد من مساجد القاهرة ، يتلقى نعال المصلين يحفظها في ذلة وصغار ، حتى لقد خجلت أن يراني ، وأنا أعرفه وهو يعرفني ، لا شفقة عليه ، فما كان موضعاً للشفقة ، ولا شماتة فيه ؛ فالرجل النبيل يسموا على الشماتة ، ولكن لما رأيت من عبرة وعظة .






2- الملك الكامل ملك مصر:

لما وقع الحصار على مدينة دمياط اتفق أن أحد الكفار قد ألهج لسانه بسبّ النبي صلى الله عليه وسلم معلناً به على خنادقهم ، وكان أمره قد استفحل وقد جعل هذا الأمر ديدنه ، فلما وقعت الوقعة وانتصر المسلمون وكان هذا الكافر من ضمن الأسرى فأُخبِرَ الملك بشأنه ، فصمم الملك الكامل على إرساله إلى المدينة النبوية ، وأن يباشر قتله بذاك المحل الشريف ، فلما وصل أقيم ونودي على فعلته بين الناس فتهادته السيوف .






3- كلب ينتقم للرسول محمد صلى الله عليه وسلم !!! فماذا فعلنا نحن في المقابل ؟ :

في كتاب الدرر الكامنة لابن حجر :


كان النصارى ينشرون دعاتهم بين قبائل المغول طمعاً في تنصيرهم وقد مهَّد لهم هولاكو ذلك بسبب زوجته الصليبية ( ظفرخاتون ) وذات مرة توجه جماعة من كبار النصارى لحفل بسبب تنصُّر أحد أمراء المغول فأخذ أحد من النصارى في شتم الرسول صلى الله عليه وسلم ... يشتم رسول الله صلى الله عليه وسلم حقداً وكان هناك كلب صيد مربوط فلما بدأ هذا الصليبي زمجر الكلب وهاج ثم وثب عليه وخمشه بشدة فخلصوه منه بجهد ... فقال بعض الحاضرين : هذا بكلامك في حق محمد .. فقال الصليبي : كلا بل هذا الكلب عزيز النفس رآني أُشير بيدي فظن أني أريد ضربه ، ثم عاد لسب النبي صلى الله عليه وسلم وأقذع في الشتم فما كان إلا أن قطع الكلب رباطه ووثب على عنق الصليبي وقلع حلقه ( أو زوره ) في الحال ( انتزاعاً ) فمات الصليبي من فوره ... فعندها أسلم نحو أربعين ألفاً من المغول .






4- صلاح الدين الأيوبي :

أن صلاح الدين الأيوبي نذر أن يقتل أرناط صاحب الكرك ، فأسره وكان سببه أنه مرّ به قوم من مصر في حال الهدنة, فغدر بهم فناشدوه الصلح ، فقال ما فيه استخفاف بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وقتلهم ، فجمع صلاح الدين الملوك فلما حضر أرناط ، قال: أنا أنتصر لمحمد منك .
ثم عرض عليه الإسلام فأبى، فحلّ كتفيه بخنجر .






5- قصة الذي أراد الشهادة العليا بسبّ رسول الله :

ذهب أحدهم لنيل شهادة عليا من خارج بلاده ، فلما أتم دراسته وكانت تتعلق بسيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ، طلب منه أستاذه من النصارى أن يسجل في رسالته ما فيه انتقاص للنبي صل الله عليه وسلم وتعريض به ثمناً لتلك الشهادة .

تردد الرجل بين القبول والرفض ولكنه فضّل اختيار الدنيا على الآخرة ، وأجابهم إلى ما أرادوا طمعاً في نيل تلك الشهادة الملوثة ، فلما عاد إلى بلده فوجئ بهلاك جميع أولاده وأهله في حادث مفاجئ . (( ولعذاب الآخرة أشد وأبقى )) .






6- كانوا يستبشرون بهزيمة من سبّ رسول الله :

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وإنَّ الله منتقمٌ لرسوله ممن طعن عليه وسَبَّه ، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ ولِكَذِبِ الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد ، ونظير هذا ما حَدَّثَنَاه أعدادٌ من المسلمين العُدُول ، أهل الفقه والخبرة ، عمَّا جربوه مراتٍ متعددةٍ في حَصْرِ الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا ، قالوا : كنا نحن نَحْصُرُ الحِصْنَ أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنعٌ علينا حتى نكاد نيأس منه ، حتى إذا تعرض أهلُهُ لِسَبِّ رسولِ الله والوقيعةِ في عرضِه ، تَعَجَّلنا فتحه وتيَسَّر ، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك ، ثم يفتح المكان عنوة ، ويكون فيهم ملحمة عظيمة ، قالوا : حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه ، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه. وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات أن المسلمين من أهل الغرب - يعني المغرب - حالهم مع النصارى كذلك. أهـ (الصارم المسلول ص 116-117)