مما نتج عنه ابعادها عن بلدها الام
و هدا حوار مع سعيدة فكري حاورها اسماعيل بلا و علي
سعيدة فكري: لا يمكن أن نربي ونعلم جيلا جائعا فقيرا
اختفت سعيدة فكري فجأة، مخلفة وراءها تساؤلات معجبيها وأغانيها الملتزمة، التي تذكر الناس بهمومهم اليومية وأحلامهم المنكسرة...
اختفيت فجأة ورحلت الى الولايات المتحدة الأمريكية، ما الذي حدث؟
أصر على مسألة الحصار الذي ضرب علي على المستوى الفني والإبداعي، أقصد طبعا الجهة المسؤولة، حيث لم يبق لي خيار سوى إخلاء الساحة، ولو لفترة، خصوصا وأنني أرفض الشكوى والبكاء على غرار جل الفنانين المغاربة.
أحدهم طلب منك دفع رشوة للمرور في التلفزيون، أليس كذلك؟
فعلا، رغم أنني لا أرغب في الإشارة للأسماء. طلبوا مني نسبة أكثر مما سأحصل عليه أنا مقابل المرور في التلفزيون، كما طرح علي تغيير شكلي والظهور كجسد وآلة ترفيهية، وهو ما كنت أرفضه رفضا باتا. لم أفهم كيف يطلب مني المسؤولون مقابلا فيما يحبني الناس دون مقابل. بل إنهم كانوا يقولون للناس إنني غير موجودة بالمغرب!
لم توجه لك الدعوة لحضور أي مهرجان طيلة الفترة الماضية؟
انقطع الاتصال بيني وبين الجميع.
بدأت مشوارك الفني بموسيقى "الكانتري" الأمريكية، ما الذي جعلك تتحولين نحو "الأغنية الملتزمة"؟
موسيقى "الكانتري" مرتبطة بمرحلة التعليم الثانوي والانفتاح على اللغة الإنجليزية والعزف على القيثار. فيما بعد جاءت فكرة الأغاني الملتزمة بشكل تلقائي. دخلت في تلك الفترة، وأنا ابنة 14 سنة، تجربة العمل في جمعية ثقافية مع أشخاص كان حبهم للوطن كبيرا، فحدث أن توفي اثنان منهم في السجن إضرابا عن الطعام واعتقل آخر.
لماذا؟
لا أذكر التفاصيل بالضبط، ربما كان لهم نشاط سياسي محظور آنذاك.
يحضر الهم والفقر في أغانيك بكثرة، هل ذلك تعبير عن تجارب عشتها؟
بالطبع. فقد عشت في عائلة متواضعة، عكس ما يظنه البعض، وعرفت هموم الناس وقاسيتها.
ما الذي تغير في المغرب، برأيك، منذ غادرته سنة 1998 وإلى اليوم؟
ألاحظ تطورا كبيرا في المغرب في كل مرة أعود إليه، وما يفرحني أكثر تحسن وعي وثقافة الجيل الصاعد. لكنني ألح على مسألة التربية، غير أنه في نفس الوقت، لا يمكن أن نعلم ونربي جيلا يعاني الجوع والفقر.
ما أكثر ما تفتقدينه في المغرب حينما تكونين في الولايات المتحدة؟
أفتقد كل شيء، الحرارة الإنسانية ورائحة التربة حينما تتبلل بالمطر وأشياء أخرى كثيرة.
وماذا تفتقدين في الولايات المتحدة حينما تعودين للمغرب؟
الحرية، بكل صراحة، بغض النظر عما يجري على المستوى السياسي. أستطيع أن أعبر هناك كيفما أريد وعن كل ما أريد وأن أغني أينما أردت، هذه الأمور أفتقدها هنا. الأساس في كل ذلك، بالنسبة لي، هو التربية.
من يكتب أغانيك؟
تكتبها سعيدة وخالد فكري، ولم يسبق لنا أن تعاملنا مع أي كاتب آخر.
ماذا تقصدين بقولك >يخلعوك بالكابوس.. باش تبقى في همك محبوس<، في أغنية "الميزيريا"؟
(ضاحكة)، كتبت أغنية الميزيريا في فترة كان فيها جهاز قمعي لا يتصور. وأظن أننا وصلنا اليوم، ربما، لمرحلة يمكن أن نعبر فيها بحرية. حاولت التعبير عن أشياء تخنق المرء ولا يستطيع الجهر بها من شدة الخوف.
رغم ذلك تصرين على نفي الطابع السياسي عن أغانيك التي توصف بالملتزمة؟
أومن بأن كل ما هو اجتماعي مرتبط بما هو سياسي، غير أنني أنظر للأشياء من منظور اجتماعي، لأنني صراحة لا أفهم في السياسة. لكنني بالمقابل أحس أن الناس موجودون بداخلي.. أذهب للجبال والدواوير وأتكلم مع الشيوخ والأطفال وأعرف هموم الناس. > تقولين في الأغنية نفسها >لا مجلس ولا نواب عييتونا بهريد الناب(...) دير دورة من بار لبار تلقى كاع الريوس لكبار(...) نسينا شلا فروق طبقية (...) وفين هي الميزانية؟< أليس هذا تعبيرا عن موقف سياسي؟ أتفق معك، لكنني حاولت في هذه الأغنية بالضبط، أن أعكس حوارات الناس اليومية في الشارع بخصوص هذه الأشياء.
ماذا كنت تدرسين في الولايات المتحدة؟
الإخراج السينمائي تخصص الوثائقي والفيديو كليب. انتبهت لكوني لم أنتج حتى الآن أي فيديو كليب، رغم أن لي ثمانية ألبومات. وللإشارة، فحتى الكليب الوحيد الذي صورته للقناة الأولى، فرضوا علي خلاله أن أصور أغنية أظهر فيها أمَّا بدل أغنية "على الهامش" التي اقترحتها عليهم والتي أتحدث فيها عن تعاطي المخدرات.
لماذا يحضر الطابع الوعظي الديني في بعض أغانيك؟
الدين جزء من حياتنا اليومية، وهو غالب على المغاربة، ويظهر في كلامهم اليومي. أوظفه في بعض الأغاني من باب تذكير الناس بالموت، وهي أمر حتمي سواء بالنسبة للمؤمنين أو غيرهم.
ساهم إخوتك كثيرا في نجاحك، ألا يغارون من شهرتك؟
=لا أبدا، كانت بدايتنا ونحن أطفال كمجموعة فنية، غير أن هذا الحلم انهار بفعل المشاكل التي ذكرت. هم أكثر من يشجعني.
هل تتمنين أن تسلك ابنتاك نفس مسارك؟
(ضاحكة)، ربما ليس في المغرب. وللإشارة فابنتي الصغرى رانيا كتبت حوالي 20 أغنية بالإنجليزية منذ سن 12 سنة. أما غفران فتعزف على البيانو.
سعيدة
ليس لسعيدة فكري لقب، كما لم يكن لها أي لقب في طفولتها بخلاف أخواتها. وهو أمر تفترض أنه يرجع ربما لقوة شخصيتها وطباعها الجادة التي لا تشجع الناس على مناداتها بغير اسمها.
< حاورها إسماعيل بلا وعلي
كلمات اغنية انا او نت ولاد الدوار
(انا او نت ولاد الدوار
مشاتين(متفرقين)كيف لغبار
ما جيبين لدنيا خبار
ساكتينا يا مدام
باركا من لكلام
ندوزو شويا لتخمام
نفكرو في لميزيريا
و هدا موقع شخصي لسعيدة فكري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]